الحظاري يكتب: إلى فرصة أخرى

106

كانت الابتسامة قد ماتت فوق شفتيه حين صادفه بالشارع العام..

فبوجه عبوس متجهم، وبفتور شديد رد التحية بأسوأ منها..

“فريد” فور أن التقت عينيه بعيني صديقه (السابق) بعد سنوات من القطيعة، بادره بالتحية، ومد إليه يدا بيضاء نقية، مستعينا بابتسامة عريضة رسمها على وجهه.

ولم يدر بخلده أنه سيصافحه ببعض من يد متصلبة.

خلال تلك اللحظة، وقد أخذ منه الغضب كل مأخذ، بدا صديقه كرجل (كراطيه)، يستعد لخوض (كومبا) compitition، فقام بما يشبه عملية (بلوكاج).

لم يغضب منه..قدر أن ذلك مبلغه من الفعل..

قال محدثا نفسه، والحسرة تملأ قلبه، لقد سعيت أن ينفتح قلبه، وتتبدد غيوم هذه القطيعة الطارئة على علاقتنا، وتردم هذه الهوة التي صنعتها كبرياء مزعومة..لكنه أبى ونزع عنه صفة (المنقذ من الضلال) التي يسمه بها أكثر معارفه.

تذكر “فريد” وهو يدقق النظر في الشرر الذي يتطاير من عيني صاحبه، كيف كانا من قبل، صديقين حميمين، فاختلافا حول طريقة مضغ قطعة من خبز!! ارتفع صوتيهما، وتبادلا التهم، حتى تبخر كل الود الذي كان يربطهما، وذهب أدراج الرياح..

ودون أن يتصرف بسوء، تركه لضميره، وانصرف، متأسفا لهذا الانحطاط الفظيع..على أمل فرصة أخرى تتاح للتغافر..

التعليقات مغلقة.