صدر حديثاً عن “منشورات المتوسط-إيطاليا”، مجموعة قصصية للكاتب المغربي محمد اشويكة بعنوان “الواو”. قصص هذه المجموعة مستوحاة من صور فوتوغرافية قام بالتقاطها عدد من الفنانين. ثمان وعشرون قصة مستوحاة من ثمان وعشرين صورة لثمان وعشرين فناناً، ذكرهم الكاتب جميعهم في فهرس كتابه.
فكرة باهرةٌ أن يتم بناء قول أدبي أبجدي استناداً على صورة! هي نوع من استنطاقها، وفي الوقت نفسه تقديم انطباع، أو مقترح لما يمكن أن تكون هذه الصورة أو تلك خلفته في وعي المتفرج، وفي كلتا الحالتين فالأمر محفوف بصعوبة ما.
الكاتب باحث سينمائي، لديه خبرة في الاشتغال على الصورة واللون وما يتركه ذلك من أثر في المشاهد، وهذا ما جعله يتمكن من كتابة هذا العدد الكبير من القصص المستوحاة من صور التقطتها عيون فنانين آخرين.
هي ليست قصصاً تتناسب مع تعريف القصة الذي يتبادر إلى الذهن فوراً لدى سماع الكلمة، إنما يمكن القول إنها اقتفاء الأثر الذي تركته صورة ما في وعي الكاتب.
أخيراً، جاء الكتاب في 128 صفحة من القطع الوسط، ضمن سلسلة “براءات”، التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.
عن الكاتب: محمد اشويكة
قاص، كاتب سيناريو، وناقد سينمائي من المغرب، من مواليد قلعة السراغنة (1971). حاصل على دكتوراه في الفلسفة، عن أطروحته: “التفكير الأنطولوجي في السينما: ستانلي كافيل نموذجا”. صدر له في القصة: “الحب الحافي”2001. “النصل والغمد” 2003. “خرافات تكاد تكون معاصرة” 2004. “احتمالات” (سيرة كائن من زماننا) 2006، ” الگراطيط ” 2018، وتجربتان في مجال القصة الترابطية: “احتمالات: سيرة كائن من زماننا” (2006)، و”ارتباطات: سيرة كائن من ذاك الزمان” (2009).. فضلا عن دراستين حول القصة القصيرة: “المفارقة القصصية” (2008)، و”مناقير داروين” (2010). وفي أدب الرحلة: “أنفاس الجغرافيا/ رحلات في المغرب، الجزائر، ليبيا، مصر” 2020.
كما صدرت له دراسات عديدة، منها: “الصورة السينمائية: التقنية والقراءة” 2005. “السينما المغاربية.. قضايا الفرادة” 2017. “العرض السينمائي .. تصوراً للعالم” 2018 . “الصورة السينمائية .. مستويات الفهم والتأويل” 2018. “السينما المغربية: من الخدمة العمومية إلى النقاش العمومي” 2020. كتب سيناريوهات عدة أفلام قصيرة وطويلة، منها: “بيدوزا”، و”الاحتضار”، و”قفل على القلب”، و”المشردون”.
أحد منشطي ومنسق برنامج “صدى الإبداع” التلفزيوني (القناة الأولى).
تُرْجِمَت أعماله، جزئيا أو كلياً، إلى عدة لغات أجنبية.
حظيت أعماله بعدة تنويهات وجوائز ودراسات، وتمت برمجة بعضها – جزئياً أو كلياً – في الكتب المدرسية والمعاهد المتخصصة.
من الكتاب:
يعرفني الظلُّ وأعرفه، أنساق إليه منجرفاً مع الموج. يكلِّفني التربُّص بمصادره الجهد والوقت. لا حدود لمغامرة الاستظلال، كنتُ أحلم على الدوام بأن أقود البواخر، أمخر العباب، أستكشف اليابسة، لأن العاصفة وحدها تُغَيِّرُ استواء «الأزرق» الظاهري.
حذَّرتْني الموجة مراراً من الجُرْف الذي ظننتُهُ – عن علم – باخرة ضخمة، أتصنَّع التسلُّل إليها. أقتل رُبَّانها وأقودها نحو المجهول. أستيقظ من حُلْمي مذعوراً، فتُقسم أُمِّي ألَّا أذهب للجُرْف، وألَّا أقود الباخرة، وألَّا أقتل الرُّبَّان، وألَّا أرتمي في غياهب المجهول، ذاك المعلوم لدى أُمِّي، والثابت في سماوات تطلُّعاتي. تعرف أُمِّي أنني كلَّما قُدْتُ شيئاً دَمَّرْتُهُ، فصارت تحرص على التدمير. لي في المخيِّلة جُرْف مائل، باخرة منحرفة عن المسار، رُكَّابٌ وقراصنة، رحلة محفوفة بالمغامرة أو على حافَّة الجُرْف.. يلزمني الانجراف نحو البحر (فقط) قبل الاستيقاظ.
نزلتُ من الباخرة بعد أن رسوتُ دون رُكَّابٍ على الساحل. ويا للعجب !صرتُ رُبَّاناً محترفاً يستقرُّ حيث شَاءَ من الجنبات، التقيتُ صديقي في الاستقبال. استرجعنا ذكريات الطفولة المتمرِّدة. لم أكن أتصوَّر أن الشفاه ستصير ضفافاً، والحَوَافَّ أدْراجاً، والرياح جسوراً بيني وبينه. تَسَوَّلْنَا السواحل بعد التيه العظيم بين الزُّرْقة العليا والسفلى.
عن قصَّة مستوحاة من عمل فوتوغرافي للفنَّان علي شرايبي:
إصدار: 2023 عدد الصفحات: 128
ISBN (الرقم الدولي): 9791255910060
حجم الكتاب: القطع الوسط
تعرف أكثر على الدار عن قرب
المتوسط هي دار نشر مستقلة ذات موقف جذري، وأنها تؤسس ديناميكية في اختياراتها وآليات عملها انطلاقاً من موقفها ذلك. وتنشط منشورات المتوسط في البلدان العربية وتنشر الكتب في مجالات الأدب والفكر والثقافة عامة.
اتخذت منشورات المتوسط من رسم الدونكيشوت راكباً دراجة هوائية بدل حصانه، شعاراً لها. وقصدها من ذلك انتاج معرفة تجمع بين عنصري الأصالة والمعاصرة. لذا فإن دونكيشوتنا يهيم على وجهه، ينده بين الناس: معاً لنحارب طواحين الهواء. لكنه يعلم تماماً أنها حقيقية بالمطلق.
منشورات المتوسط
ميلانو / إيطاليا / العنوان البريدي
Alzaia Naviglio Pavese. 120 / 20142 Milano / Italia
التعليقات مغلقة.