لازال الرأي العام يعيش يوم الثلاثاء الأسود 17 غشت 2021 عندما رحل عنا بشكل مفاجئ، إلى دار البقاء الصحفي التقي النقي القيدوم المرحوم المحجوب أجدال عن عمر ناهز 50 سنة بعد تحمله كل الظروف القاسية المعيشية و المهنية و لازال نفس الواقع يلاحق أسرته الصغيرة إلى اليوم في منطقة لم تستطيع الدولة فيها تثمين مجهودات صحافيين يعدون على رؤوس الأصابع آو حتى حمايتهم من التهديدات و التشهير ، فكم من قضية رفعها قيدوم المحجوب اجدال و أحيلت على الحفظ .
المحجوب ولد يحضيه و لد البشير و لد اعلي وحماد من قبيلة ايت لحسن عرش ايت بومكوث ، متزوج و أب لثلاثة أطفال ، قيدوم الصحافة الصحراوية المستقلة و المناضلة ضد الوضع المرزي القائم و الاختلالات العميقة، ولد بتاريخ 4-5-1971 لقصابي تكوست كلميم، حصل على أول نقطة في مادة اللغة العربية سنة 1989 بثانوية باب الصحراء بكليميم ، و أسس أول جريدة ورقية حقوقية بالصحراء سنة 2004 ” جريدة وادنون ” ، التي واكبت كل مراحل المطالب الاجتماعية و السياسية بالمنطقة .
وأسس سنة 2013 جريدة ” الجنوب بريس ” التي تعرضت للقرصنة عدة مرات ، وتم استهدافها على غرار الجريدة الورقية بالمنع من الإشهار و الشيطنة ، لان الراحل واجه الفساد و المفسدين ، وكان إنسانا طيبا بسيطا خدوما يؤمن بان الكرامة هي الإنسان و النضال هو الحل ، و القلم الحر هو بصيص الأمل لبناء الإنسان و تنمية المنطقة وفضح كل المؤامرات.
الراحل كان يعد لترشح بجماعة لقصابي إقليم كليميم ، و قبل شهر من وفاته نظم مهرجان وادنون للثقافة و الإعلام في نسخته الأولى ، وبرمج خلاله زيارات وحملة نظافة لمقابر لقصابي و لدار الطالب بمدينة كليميم ، و تم تكريمه هذه السنة كأحسن صحفي في الملتقى الوطني الرابع للإعلام بإقليم الطنطان ،.
الراحل عاش رجلا مناهضا للفساد بالكلمة الحرة والشجاعة ، و عرف خلال جائحة كورونا بلايفات مباشرة قوية كان يقصف فيها المسؤوليين و المنتخبين العديمي الوطنية و الشهامة ، و تعرض لعدة اعتداءات سواء على يد المنتخبين أو عناصر الأمن في الشارع العام ، وحتى بعض مرتزقة الفساد و الإنعاش الوطني ، لكن كان محط احترام وتقدير من طرف السكان و المسؤولين ..
وأشهر كلمات المرحوم الوادنوني الأصيل في ثيابه و قيمه ” اللهم يسر ” ..
المرحوم لم يتوانى في الدفاع عن حرية الصحافة و التعبير ، وهو عضو مؤسس لجمعية الاوراش الصحراوية للصحافة و التواصل و فيدرالية ناشري الصحف بجهة كلميم وادنون ، و اصدر خلال شهر غشت الماضي عدد اخيرا لجريدة وادنون الورقية ..
المرحوم تركا فراغا إعلاميا كبيرا بوادنون ، لأنه كان الصوت الصحفي المهني الوحيد الذي تصدى إعلاميا لشرعية الجبر والغصب والاستيلاء، وهي شرعية الأمر الواقع وليس شرعية الحق الواجب.
و في إطار الاعتراف بالتاريخ النضالي المجيد للراحل نظم مهنيي سيارات الأجرة و فعاليات المجتمع المدني بكلميم تحت إشراف المركز الجهوي لتحاقن الدم حملة التبرع بالدم كلميم دورة المرحوم المحجوب اجدال ايام 16-17 شتنبر 2021.
ومن سخرية القدر أن رجال الإعلام نظموا دوري كروي رمضاني بإقليم طانطان لسنة 2022 باسم الشهيد ، وهو الأخر تعرض لهجوم من كلاب الفساد الضالة ، لان محبة المحجوب أجدال باقية بقلوب الناس حتى الذين خُدعوا بالإعلام الكاذب وهذا مايزعج خصوص القلم الحر الذي كان يكتب في جريدته الورقية ” الصمت يتكلم ” .
وللأسف لا القبيلة من خلال أعيانها و الدولة في شخص الوالي أبهي أو المجالس المنتخبة منها جماعة كلميم او مجلس الجهة الذي تقوده رئيسة بعيدا عن هموم سكان الجهة استطاعوا أن يقوموا بأي خطوة تكفل لعائلة المرحوم السكن و العيش الكريم ، أي بلد هذا يقضي في الصحفي 20 سنة من العمل و لايجد سكن يؤويه ؟
وفي الختام رحم الله الشهيد و ألف تحية لشرفاء وادنون الذين يعرفون قيمة الرجال .
ونتمنى من أهل الهمم و الخير التبرع بمنزل لعائلة المرحوم ، و على المجتمع المدني فرض تسمية احد المؤسسات التعليمة أو الشوارع الرئيسية باسم الصحفي المرحوم .
ومع هذه الظروف و المؤامرة المستمرة نطرح سؤال من قبيل : هل الصحفي المحجوب أجدال الذي انتصر حيا وميتا على كل أعداءه “و ماعكبوه للخير”
التعليقات مغلقة.