تحليلي الصحفي: تراجع الهجرة نحو جزر الكناري ورصد مخاطر جديدة من إقليم طانطان

0

تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى جزر الكناري حتى 15 سبتمبر 2025 بلغ 12,487 شخصا بانخفاض قدره 53.3% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حين وصل 26,758 مهاجرًا. كما تراجع عدد القوارب التي استخدمت في هذه الرحلة الخطيرة إلى 204 قوارب فقط مقابل 394 قاربا في 2024 أي انخفاض بنسبة 48.2%.
على الرغم من هذا التراجع العام تظهر مؤشرات مقلقة في إقليم طانطان حيث سجل وصول حوالي 723 مهاجرًا ومهاجرة مع وجود عدد من المفقودين في عرض البحر. بعض هؤلاء المهاجرين يؤكدون أنهم انطلقوا من شاطئ طانطان وهو ما يشير إلى عدم التمييز الواضح بين نقاط الانطلاق المجاورة وتحديات مراقبة هذه الظاهرة في مناطق واسعة من السواحل الجنوبية.
قراءتي وتحليلي :
1. تراجع الإقبال لا يعني انتهاء الظاهرة: رغم الانخفاض الرحلة البحرية لا تزال محفوفة بالمخاطر والمهاجرون يغامرون بحياتهم في ظروف قاسية.
2. إقليم طانطان كنقطة حيوية: ظهور المهاجرين من هذا الإقليم يعكس وجود شبكات محلية أو طرق غير رسمية تسهل الرحلة وهو ما يتطلب تدخلا أمنيا واجتماعيًا سريعا.
3. المفقودون والمخاطر الإنسانية: وجود مختفين في البحر يسلط الضوء على جانب مأساوي للظاهرة إذ تظل حياة المهاجرين معرضة للخطر ما يضع مسؤولية إنسانية على السلطات المحلية والوطنية. كما أن انتهاكات لحقوق المهاجرين تورطت فيها السلطة المحلية بطانطان لازالت لم تعالج مما يشوه صورة المغرب الحقوقية في العمق الافريقي ..

4. أسباب الهجرة: غالبية المهاجرين يفرون من الفقر البطالة أو صعوبات اجتماعية ما يفرض معالجة جذور المشكلة عبر برامج تنموية واقتصادية وليس فقط عبر الإجراءات الأمنية.وختاما اقول ان هذا الانخفاض النسبي في عدد الوافدين إلى جزر الكناري لا يعني أن خطر الهجرة غير النظامية قد زال خصوصا في المناطق الجنوبية مثل طانطان الظاهرة مستمرة وبطرق اخرى وتظل معقدة بين الأبعاد الإنسانية والأمنية والتنموية ما يستدعي استراتيجية شاملة تجمع بين مراقبة الحدود و حماية المهاجرين ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة وخلق تنمية حقيقية على ارض الواقع والقطع مع الفاسدين والمفسدين من المسؤولين و المنتخبين وتبني التنمية المجالية التى أكد عليها صاحب الجلالة في خطابه .
عن جمعية منتدى الحركة النسائية المغربية الصحراوية
الرئيسة: لطرش فاطمة

التعليقات مغلقة.