مؤتمر التصوف العالمي 10 يؤكد في بيانه الختامي على سنية التصوف وعلى الهوية الجامعة للمشارب والطرق الصوفية
الجنوب بريس – بقلم: حاتم العناية – باحث في التصوف
اختتمت أشغال مؤتمر التصوف العالمي العاشر الذي عقدته الأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية بمدينة كلميم المغربية تحت شعار “التصوف السني بين توحيد المرجعية وتأكيد الهوية” يوم الخميس 18 ماي 2023، وذلك بتنسيق مع مؤسسة الشيخ ماء العينين للعلوم والتراث وبشراكة مع المركز الجامعي للدراسات والبحوث الإفريقية جامعة محمد الأول، وقد عرف المؤتمر حضور علماء وباحثين ومهتمين من 33 دولةِ.
وقد ناقش المؤتمر أثناء فعالياته قضية التصوف السني بين توحيد المرجعية وتأكيد الهوية، وتحليل ضوابطها أصولا وفروعا، وتحليل منظومة الأفكار الممثلة لأركانها، مع طرح سبل تعزيز التعاون المشترك الإقليمي والدولي في هذا الإطار.
هذا، وقد خرجَ المؤتمر في ختامِه بمجموعةمِنَ التوصياتِ والقراراتِ المهمة التي خلَص إليها من خلال اقتراحاتِ السادةِ المشاركينَ مِنَ العلماءِ والباحثينَ، وقد جاءتِ التَّوصِيات بِما يلي:
- إننا معاشر السادة الصوفية الموقعين على هذا البيان ومن منطلق ما نتحمله من المسؤولية التي ألقيت على عاتقنا نؤكد على أن التصوف قرين العلم وأن الصوفي هو العالم العامل بعلمه على وجه الإخلاص، ونبرأ إلى الله تعالى من كل جاهل منتسب متعدٍ بجهله – أمكنه التعلم ولم يتعلم – لأن التصوف الحقيقي عدم التكلف في كل الشؤون.
- نؤكد أن التصوف هو منهج رباني نبوي قائم على المتابعة التامة للنبي ﷺ والمحبة الكاملة لأهل بيته والتوقير والتعظيم لأصحابه الكرام البررة، ونبرأ إلى الله تعالى من كل من ينتحل التصوف مخالفاً لمعتقد أهل السنة والجماعة، كما نؤكد على ضرورة توحيد الصف وجمع شمل السادة الصوفية في جميع أنحاء العالم وعلى التوادد والتراحم بينهم مهما اختلفت طرقهم وتعددت مشاربهم.
- تأكيد هوية التصوف وأنه ركن الإحسان فلا هو تحلل من الشريعة ولا هو فهم نصي ظاهري مجرد عن الغوص في الحقيقة ولا هو وقوف على المبنى بعيداً عن المعنى.
- نؤكد على سُنية التصوف وبراءته مما ينسب له من علاقة بتشيع أو ارتباط بنصب.
- دعوة عامة الناس الى هذا المنهاج القويم من خلال اتباع أخلاق الحبيب من تواضع وحسن معاملة مع الخاص والعام.
- نبذ فكر التطرف أو الميل الى أي جهة كانت والالتزام بالفكر الوسطي الذي اتسم به الإسلام.
- العمل على دوام التواصل والتعاون وتبادل الخبرات بين السادة العلماء والدعاة ورجال الطرق الصوفية وقادة الإرشاد للعمل على نشر المنهج الحق وعدم ترك الميدان ولاسيما الإعلامي لأصحاب الفكر المنحرف والمحتوى الفارغ والمخل بالضوابط.
- ضرورة البحث في اليات تجديد الخطاب الديني، مع المحافظة على اصوله ومنابعه الصافية، بتوظيف كل الامكانات والتكنولوجيات الحديثة واللغات الحية.
- التأكيد على أن الهوية الجامعة للمشارب والطرق الصوفية هي الرحمة بالخلق كلهم.
- ندعو جميع الصوفية في العالم أفرادا وجماعات إلى توحيد جهودهم ونبذ الخلاف بينهم، وأن يحرصوا كل الحرص على بناء التكايا والزوايا والمدارس على أساس العلم والمعرفة والسلوك، وأن يحافظوا على أركان التصوف وأعمدته، وأن يخففوا ويتنازلوا عن بعض القشور التي قد تؤدي إلى الخلاف والنفور.
- ندعو إلى تأسيس منابر إعلامية تواكب الإعلام الرقمي المعاصر وفق أحدث الوسائل التكنولوجية وتعرض التصوف الحقيقي الغائب عن أعين عامة الناس بقالب مقبول وبأساليب متنوعة تتناسب مع جميع الفئات والأعمار.
- تكثيف الجهود لعمل مرجعية صوفية عالمية موحدة من خلال ايجاد مركز عالمي يختص بالدراسات الصوفية وتحقيق التراث الصوفي بما يخدم الحضارة الاسلامية والانسانية.
- يرفض المشاركون قاطبة في هذا المؤتمر التعرض او النيل من أحد من الأولياء المشهود لهم بالولاية او نسبة الأقوال الفاسدة لهم او محاكمة اقوالهم واصطلاحاتهم من غير ان يفهم كلام القوم ويسلك طريقهم.
- كما شكر المشاركون الأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية على مثل هذه اللقاءات العالمية المفيدة وأوصوا بضرورة الابقاء عليها باستمرار مُثمنين ومؤيدين فكر انعقاد مؤتمر التصوف بالتناوب في بلاد العالم الإسلامي بالتناوب وحسب الاستعداد.
- نسأل الله تعالى أن يُعَجِّل بالفرج لأمة سيدنا محمد ﷺ عامة وأن يعجل لنا بتحرير الأقصى الشريف وأن ينصر جميع المسلمين من المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها وصلى الله على خاتم الأنبياء سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
وفِي الختامِ، توجه المُجْتَمِعونَ بالشكر والتقديرِ إلى المملكة المغربية ملكاً وشعباً، لاحتضانهم الكريم للمؤتمر، وحسن استقبال الوفود المشاركة في المؤتمر، مُتمَنِّينَ للمملكة المغربية وكافة بلاد الأمة الإسلامية التوفيق والنجاح والاستقرار الدائم.
التعليقات مغلقة.