النقاشات حول إلغاء الاحتفالات بذكرى استرجاع مدينة سيدي إفني

1

تفاعلا مع مختلف النقاشات حول إلغاء الاحتفالات بذكرى استرجاع مدينة سيدي إفني أتقدم بما يلي توضيحا للصورة وإزالة اللبس والغبش.
لا خلاف في كون ذكرى 30 يونيو 1969 محطة بارزة في تاريخ المغرب ولا يمكن بأي حال من الأحوال تناسيها أو محاولة طمسها، إذا لا يمكن الحديث عن استرجاع الأقاليم الجنوبية من المستعمر الإسباني دون الإشارة لمحطة استرجاع سيدي إفني، وهي محطة بارزة مهدت بإصرار كبير وعزيمة قوية لاستئناف مسلسل استكمال تحرير الوحدة الترابية بشكل مشترك بين العرش والشعب فأثمرت تضحيات هذا المسار الكفاحي عن النتائج التالية:
18 نونبر 1956 عيد الاستقلال المجيد من الحماية الفرنسية.
15 أبريل 1958 استرجاع منطقة طرفاية من المستعمر الإسباني
30 يونيو 1969 استرجاع مدينة سيدي إفني من المستعمر الإسباني
6 نونبر استرجاع مختلف الأقاليم الجنوبية بعد المسيرة الخضراء
14 غشت 1979 استرجاع منطقة وادي الذهب
الغرض من هذه المقدمة ابراز أهمية وقيمة هذه المحطة التاريخية في نفوس وقلوب جميع الباعمرانيين وعموم المغاربة ولا يمكن إزالتها أو طمسها بأي شكل من الأشكال، أما بخصوص إلغاء الاحتفالات بهذه الذكرى رسميا فلم أسمع هذا بالبت والمطلق، كل ما في الأمر أن المهرجان الصيفي الذي كان يتزامن مع ذكرى الاسترجاع تم تأجيله ولهذا التأجيل مبرراته الاجتماعية والأمنية والاقتصادية، إذ أن الوقت المناسب للمهرجان الصيفي هو آواخر يوليوز حتى يتحقق الغرض التجاري والاقتصادي والاجتماعي منه وحتى يتمكن أفراد الجالية البعمرانية من المدن المغربية والدول الأجنبية من الحضور ومتابعة طقوس وأجواء هذا الحدث. أقول هذا الكلام مستحضرا الصعوبات والاكراهات التي لازمت سابقا تنظيم المهرجان في 30 يونيو قبل بداية العطلة الصيفية فالموسم الدراسي لم ينته بعد مما يؤدي إلى حرمان كثير من الأسر الباعمرانية خارج الإقليم وداخله من حضور فعالياته.
ما تم تسجيله هذه السنة هو غياب الاحتفالات التقليدية (فولكلور العواد والتبوريدة) بالذكرى وهو ما يجعل المجالس المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني والسياسي المحلي محط مساءلة إذ ليس هناك حسب علمي أي رفض من السلطات الإقليمية أو المحلية لأي نشاط احتفالي تزامنا والذكرى، وهذا ما يجعل نظرية المؤامرة التي يروج لها البعض مستبعدة جدا.
أجدني متفقا مع مع تأجيل المهرجان الصيفي التجاري والاقتصادي والفني لأواخر يوليوز لكن بشرط إحياء الاحتفالات بذكرى استرجاع مدينة سيدي إفني بتتبيث فقرات مراسيم تحية العلم الوطني، وحضور اللقاء التواصلي للمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وكذا تكريم أسرة المقاومة بالإقليم، وزيارة فضاء الذاكرة التاريخية المحلية بسيدي إفني، والوقوف عن المعالم السياحية والتاريخية للمدينة، لكن مع ضرورة برمجة الاحتفالات بالطريقة التقليدية (فرقة العواد + التبوريدة) تزامنا مع يوم الذكرى في المناسبات القادمة كما كان معهودا في السابق.
✍️ بقلم بوبكر اشو

التعليقات مغلقة.