أداء خلية الإعلام في عمالة طانطان يثير تساؤلات حول الحق في المعلومة

0

بالرغم من التطور الذي تعرفه مدن عدة في المملكة خلال فترات قياسية، تثير المقاربة التواصلية داخل عمالة طانطان جدلاً واسعاً، خصوصاً ما يتعلق بأداء ما يُسمّى بــ“خلية الإعلام” التي اعتبرها فاعلون محليون تجربة متكررة وفاشلة سبق اعتمادها في عهد عامل سابق.

ويرى متابعون أن حصيلتها لا تتجاوز صفحة فيسبوك محدودة المحتوى، يجري فيها—وفق ملاحظات إعلاميين—حذف بعض التعليقات، ما يجعلها عاجزة عن نقل صورة موضوعية عن واقع الإقليم، أو عن القيام بدورها في تمكين المواطن من الولوج إلى المعلومة.

وطالبت فعاليات سياسية ونقابية وخقوقية بإعادة تفعيل استقبال المواطنين من طرف عامل الإقليم، على غرار ما كان سابقاً أيام الثلاثاء والخميس، من أجل الإنصات لانشغالاتهم ومواكبة قضاياهم الاجتماعية والإدارية والصحية.

ووفق المنتقدين، فإن استمرار غياب هذه الآلية يُضعف الثقة، ويعمق الإحباط وسط الساكنة التي نفد صبرها أمام وعود الإصلاح والتنمية، في ظل غياب رؤية واضحة ومشاريع ملموسة على الأرض.

ووصف فاعلون محليون المقاربة الحالية بالانغلاق أمام الإعلام الجاد، وعدم الانفتاح على الصحافة المستقلة التي تشتغل—حسب تعبيرها—في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة منذ سنوات، وتتعرض لحصار غير معلن، لكنها اكتسبت مناعة مهنية وروح تحدٍّ جعلتها تواصل رسالتها بعيداً عن الارتهان للمصالح الضيقة.

واعتبر هؤلاء أن التعامل مع الإعلام المهني لا يتم عبر خلايا تفتقر للخبرة والتخصص والانفتاح، بل عبر رؤية مؤسساتية تحفظ للصحافة دورها في مواكبة الشأن العام ونقل صوت المواطنين.

وفي وقت يعبّر جزء من المتابعين عن انزعاجهم من استمرار ما يعتبرونه إعادة إنتاج لممارسات سالفة ارتبطت بتدبير المال العام والعقار، تُطرح أيضاً تساؤلات حول طريقة توجيه الميزانيات والصفقات المرتبطة بالأنشطة الرسمية والبرامج والمهرجانات، إضافة إلى حضور أسماء من خارج الإقليم في تدبير جانب من هذه المشاريع، وهو ما يعمّق الشعور بالتهميش لدى العديد من الفاعلين المحليين.

واكتست هذه الانتقادات حساسية خاصة بالنظر إلى أن المنطقة كانت ضمن نطاق برامج جبر الضرر الجماعي خلال سنوات الجمر والرصاص، ما جعل انتظار الساكنة أكبر تجاه ترسيخ الحكامة الجيدة والمقاربة التشاركية.

ومع تواتر الحديث عن غياب فرص العيش واحتكار الصفقات والموارد، تعززت قناعة لدى البعض بأن الإقليم يتحول تدريجياً إلى فضاء مغلق تُدار فيه المصالح عبر شبكات محدودة بعيداً عن مقتضيات الشفافية.

وأكد مؤاخذون للوضع الراهن أن تجاوز هذه الاختلالات يستدعي تفعيل آليات التواصل المباشر مع المواطنين، والانفتاح على الإعلام المحلي، واعتماد رؤية تنموية واضحة تُشرك الفاعلين الحقيقيين في بلورة مستقبل الإقليم.

وفي انتظار ذلك، يظل انطباع الساكنة قائماً بأن طانطان تتحول إلى مساحة لتبادل المصالح الضيقة على حساب انتظاراتهم وحقوقهم، فيما يلخص أحد المقيمين الموقف بعبارة: “إذا أردت أن تحلّق مع النسور فلا تجلس مع الدجاج.”

التعليقات مغلقة.