موسم طانطان : من تثمين ثقافة الرحل الى فرملة ربط المسؤولية بالمحاسبة..
عرفت فعاليات الدورة الثامنة عشرة لموسم طانطان، مقاطعة شعبية واسعة و فوضى تنظيمية اعقبتها موجة احتجاجات مستمرة تندد بافراغ الموسم من محتواه الثقافي واقصاء المكون المحلي ، بل وتحويل ساحة السلم و التسامح الى فضاء للدعاية السياسية المشبوهة و تبادل الهدايا بين المنتخبين المعمرين و السلطة ،مع العلم أن تكاليف تلك الشطحات المتكررة يتم اقتطاعها من تعويضات كراء الخيام الهزيلة ،و في نفس الوقت يتم منع التخييم في شاطئ من نفس تلك السلطة و المنتخبين نجوم صور موسم طانطان و سبب تأخر الإقليم لعقود حسب تعليقات متطابقة على مواقع التواصل الاجتماعي و المؤسسات الصحفية .
وهكذا يتم افراغ الثرات الثقافي الغير المادي من محتواه و يتم بعده حصار ثقافة الرحل على مستوى البحر في منطقة لسان حال سكانها هو القهر الاجتماعي و الظلم السياسي و التهميش الصحي و الاقتصادي وغياب العدالة المجالية و التدبير الترابي الرشيد .
وتتواصل المشاركة الإماراتية للسنة11، تحت إشراف هيئة أبوظبي للتراث، ضمن برنامج ثقافي غني ومتميز يجمع بين الماضي والحاضر، في إطار الحرص على إبراز الرسالة الحضارية والإنسانية للدولة، وتسليط الضوء على غنى التراث الثقافي للإمارات وجهودها البارزة في حفظ التراث
وشراكتها الاستراتيجية مع المملكة المغربية .
و لحد الساعة سجل فقط تشييد دولة الإمارات لحلبة الشيخ زياد على مستوى جماعة بن خليل ، مشروع إستفادت منه شركة السلام أوبركا.
ورغم الهبات المخصصة لاقليم طانطان و التي تسلم عبر شيكات خاصة لمنتخبين حسب مراقبين ، فلن يظهر أي وقع اجتماعي في الواقع الاجتماعي ، فمثلا تم تنظيم افطار جماعي رمضاني في قاعة حفلات خاصة يشاع وسط للسكان أنه تم بنائها فوق ملك عام مخصص أصلا لبناء مستوصف صحي و متنزه للنساء و الاطفال بحي الصحراء ، كما تم بناء مسجد بعيوب تقنية و تقشف واضح في الميزانية المخصصة و ماخفي أعظم .
و بالنسبة لمؤسسة موسم طانطان فإنها لم تنظم أي زيارات لدولة الإمارات في إطار شراكة التبادل الثقافي ، و يشاع مؤخرا أن احد المنتخبين المتابعين في محكمة جرائم الاموال قام بزيارة لدولة الإمارات… و بعد عودته تم تداول أن الملف انتهى ..،فمثل هذه الخطابات تلوث ثقافة الرحل و تفرغ موسم طانطان من جوهره و قيمته و جديته حسب مراقبين
لان ثقافة البيضان تقوم على الشهامة و الشفافية و الصدق و ربط المسؤولية الرمزية و الواقعية بالمحاسبة ؟
فهل سيتم تفعيل الشراكة الثقافية بإقليم طانطان
على أسس جديدة ، أم يبقى المورث الثقافي حبيس مصالح ضيقة لنفس الوجوه السياسية الملعونة بمعية مسؤولين عابري السبيل حسب مراقبين ؟
التعليقات مغلقة.