التدوين الصادق حول الشأن العام فعلاً مقاوماً، وواجباً وطنياً

1

في زمن يُراد فيه للناس أن تصمت، يصبح التدوين حول الشأن العام فعلاً مقاوماً، وواجباً وطنياً لا يقل أهمية عن أي شكل من أشكال النضال السلمي.
التدوين لم يعد ترفاً فكرياً أو مجرد رأي شخصي، بل صار منبراً لمساءلة الأداء العمومي، وكشف أعطاب التدبير المحلي، وتنبيه الرأي العام لما يقع في الخفاء من تجاوزات، اختلالات، أو تلاعب بمصالح المواطنين.
نحن لا ندون لننتقد من أجل الانتقاد، بل لنحمل صوت المواطن المغلوب على أمره، ولنطرح الأسئلة التي يُراد لها أن تختفي خلف جدران الصمت والتواطؤ:
– من يحاسب على تعثر المشاريع؟
– لماذا لا تُربط المسؤولية بالمحاسبة؟
– أين هو المال العام؟
– من يستفيد ومن يتضرر؟
– ولماذا لا تصل التنمية إلى حيث ينبغي أن تصل؟
في إقليم أسا الزاك، حيث تتراكم الملفات وتطول الوعود، يصبح التدوين الصادق من قلب الميدان مرآة للواقع، وسلاحاً في وجه العبث التنموي والقرارات العشوائية،
نكتب عن معضلات البطالة والمطالبة بالتشغيل، تأخر المراكز الصحية، وانعدام البنى التحتية من طرق وازقة وحدائق ومساحات خضراء، وغياب النقل الحضري، وتبذير المال العام في صفقات لا أثر لها على الأرض.
نكتب لأن الصمت خيانة، والتواطؤ جريمة أخلاقية.
نؤمن أن التغيير لا يأتي إلا بالوعي، والوعي لا يتشكل إلا بكلمة حرة، مسؤولة، وملتزمة بقضايا الناس.
التدوين حول الشأن العام ليس جريمة…الجريمة هي أن نصمت حين نرى الفساد يُشرعن، والحقوق تُهدر.
مراسل أسـا الزاك

التعليقات مغلقة.