“إلّا جدتُك، كانت تغني” جديد الروائية الإماراتية صالحة عبيد
صدر حديثاً، عن “منشورات المتوسط – إيطاليا”، رواية جديدة للروائية الإماراتية “صالحة عبيد”، وجاءت بعنوان “إلّا جدتُك، كانت تغني”.
ترفض “عذيجة” الغناء إذا انخسف القمر، وإذا كان الجوُّ غائماً، لا بدَّ أن يكون القمر بارزاً، والسماء صافية خلَّابة، وإلَّا لانتهى العرس بالطلاق، ترفض أن تغنِّي في أيِّ عرس يحتمل شيئاً من الشؤم!
تحمل تقاليدها وصوتها، وتمضي من عرس لآخر، صوتها الذي لا يمكن لأحدٍ إلَّا أن يُنصِت له باهتمام كلَّما غنَّتْ، هي التي أتت من سلاسة تتوارث الغناء في الأعراس ..
صوت يُراكِم العذوبة جيلاً بعد جيل، وحين كانت تغنِّي في وَحدتها كي لا تموت، بعد أن مات أهلها كلُّهم في رحلة الأسر، وبقيت هي، في بيت التاجر الذي فُتِنَ بصوتها، فتزوَّج الأُغنيَّة قبل أن يتزوَّجها، ناذِراً الفرح لكلِّ عرس في الحيِّ، ولتبدأ الحكاية من هناك.
كما عوَّدَتنا صالحة عبيد، بناء روائي متين، وسرد كأنه غناء، وعالم خاصٌّ وغريب، ولكنه بقدر غرابته بقدر ما هو واقعي. واقع مكتوب بالروائح والأصوات.
سنقرأ ورقات هذه الرواية ونحن نشمُّ ونسمع.
من الكتاب:
كلُّ الجَدَّات كنَّ يُصلِّين، إلَّا جدَّتكَ كانت تغنِّي.
أعرف هذا عنكَ، وهذا ما تصف به أنتَ نفسكَ دائماً، غناءُ جدَّتكَ كان بوصلتكَ ولعنتكَ، شاهين، وهذا هو اسمكَ الأوَّل والأخير، فلا أب لكَ، ولكَ أمٌّ تخلَّت عنكَ في الواقع قبل الذاكرة.
أقلِّب وحدي الدفاتر القديمة وألبومات الصور المهترئة في بيت صغير من ثمانينيات الزمن، وأفتَّش عن أوَّل مَن سكن هذه الخرابة اليوم، المنزل بالأمس، هذا الهيكل العظمي الوحيد الذي لم يعد يكشف إلَّا عن ساحة مرصوفة ببلاط الكاشي المهترئ، أتخيَّل أن كلَّ نقطة عليه، تعود لشخص معيَّن سكنه، كلّ نقطة هي بصمة، اسم. كنَّا آخر قاطنيه، قبل أن يتحوَّل إلى منزل ورثة آخر، جثَّة محنَّطة من تلك البيوت التي لم يحسم الأبناء أمرها بعد أن مات الأب، ليبقى مهجوراً وخالياً، حياةٌ معلَّقة، تجاوزنها ولم تتجاوزنا، ولكي نمعن في تعذيب الجسد المتفكِّك لهذا المنزل، فإننا نعود بين آن وآخر، لنفتِّش عن شيء ما تركناه عَنْوَة، لنُوهِمَهُ بأننا قد نعود يوماً، لنستكمل حياتنا معاً.
عن الكاتبة:
صالحة عبيد: كاتبة من الإمارات مواليد 1988م، صدرت لها ثلاث مجموعات قصصية، آخرها «خصلة بيضاء بشكل ضمني»، الحاصلة على جائزة الإمارات للشباب عن فئة الإبداع الأدبي وجائزة العويس للإبداع. وروايتان الأولى بعنوان “لعلها مزحة” 2018، والثانية “دائرة التوابل” 2022، والتي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2024.
تكتب صالحة في صحيفة الاتحاد الإماراتية.
إصدار: 2025
عدد الصفحات: 256
ISBN (الرقم الدولي): 9791255911012
حجم الكتاب: القطع الوسط
التعليقات مغلقة.