موسم طانطان.. 20 عامًا من الاحتفاء بالثقافة الصحراوية وتنميتها

181

تزينت ساحة السلم والتسامح في مدينة طانطان بأبهى حلة، حيث رفرفت الأعلام الوطنية وزينت أكثر من 450 خيمة تمثل 35 قبيلة صحراوية. وذلك استعدادًا لاحتضان الدورة السابعة عشرة من موسم طانطان، التي أعلنت مؤسسة ألموكار عن تنظيمها خلال الفترة بين 26 و30 يونيو 2024. يعد هذا الموسم محطة أساسية للاحتفاء بالثراء الثقافي والتراث غير المادي للمغرب.

 

 

طانطان- تحدث الباحث في الثقافة الحسانية، إبراهيم الحيسن، عن تاريخ الموسم قائلاً إن موسم طانطان مرّ بمراحل عديدة وكان يُعرف سابقًا باسم “أمَڭـَّارْ”، المسمَّى في الأصل “موسم الشيخ محمد الأغظف”. وقد كان يشكل مزارًا للقبائل الصحراوية قبل أن يتوقف عام 1974 لأسباب سياسية معقدة، ويعاد تسميته بموسم طانطان منذ دورات عديدة. وفي عام 2008، صُنف ضمن لائحة التراث العالمي الإنساني غير المادي من قِبل منظمة اليونسكو.

 

وأشار الحيسن إلى أن الموسم يسعى منذ إنشائه، وبفضل جهود مؤسسة الموكار، إلى إبراز مختلف التعبيرات والأشكال الثقافية والإبداعية لرحل الصحراء، من طقوس وعادات يومية وفنون إيقاعية وجسدية، إلى جانب الأدب والألعاب الشعبية. حيث تتحول الخيام إلى أروقة تراثية وفضاءات مفتوحة للتلاقي وصلة الرَّحم، وتقام بجانبها مسابقات ومنافسات في الرياضات الشعبية مثل سباق الإبل والخيل والرماية. كما يتم تنظيم ندوات ومجالس فكرية وأدبية وعلمية.

 

وفيما يتعلق بحفظ الموروث الثقافي الحساني، أكد الحيسن أن صون وتثمين هذا الموروث يتطلب المزيد من الوقت والتكثيف البحثي لتدوين وتوثيق مكوناته. كما تلعب الندوات العلمية والورشات التدريبية والمعارض الفنية دورًا حيويًا في صون الذاكرة التراثية بإشراك الطاقات المحلية والباحثين.

 

وأضاف الحيسن أن مؤسسة الموكار نظمت ندوات مميزة في دورات سابقة للتعريف بالثقافة الحسانية، حيث تم تدوين ملخصات وتوصيات ندوة العام الماضي في كتيب توثيقي. وفي هذا العام، سيشهد الموسم ندوة علمية جديدة بعنوان “موسم طانطان والعمق الإفريقي للثقافة الحسانية”، بمشاركة خبراء أفارقة معتمدين من اليونسكو وباحثين من المنطقة.

 

تبنت مؤسسة الموكار خطة تشاركية تدعو فيها الباحثين المحليين والخبراء من الأقطار الصديقة للمشاركة في هذه اللقاءات العلمية، التي تهدف إلى بناء تصور جماعي شامل لأسئلة ورهانات الثقافة الحسانية. تعتبر هذه اللقاءات الوسيلة الأنسب لتعزيز التواصل والتعاون بين الخبراء والمختصين، ولإعادة الاعتبار للثقافة الحسانية وتنميتها بشكل فعّال.

بهذا، تستمر طانطان في تألقها كمركز للحفاظ على التراث الثقافي الغني والترويج له، مسهمة بذلك في تعزيز الهوية الثقافية وتطوير المجتمع المحلي عبر هذا الحدث السنوي البارز.

 

التعليقات مغلقة.