حزب العدالة والتنمية بجهة كلميم وادنون يقطر الشمع على حكومة “أخنوش”

333

عقد حزب العدالة والتنمية بجهة كلميم وادنون، مجلسه الجهوي “دورة طوفان الأقصى” تحت شعار: “نضال مستمر لمواجهة التراجعات والدفاع عن القضايا الوطنية” صباح أمس الأحد 11 فبراير الجاري بمقره الجهوي بمدينة كلميم.

وتميزت الجلسة الافتتاحية لأشغال المجلس الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة كلميم وادنون  المنعقد في دروته العادية بكلمة أطرها، عادل الصغير، عضو الأمانة العامة للحزب، وهاجم بقوة حكومة حكومة “أخنوش” معتبرا أنها فاقدة للقدرة على التدبير الحكومي والسياسي، وأنها تعلق فشلها وشماعة أخطائها على حكومتي العدالة والتنمية.

واستنكر الصغير الأكاذيب التي يروج لها رئيس الحكومة ومسؤولين من حزبه، في محاولة منهم لتزيف الحقائق وتزوير التاريخ، بهدف تغليط الرأي العام بخوضهم معارك وهمية لم تعد تنطلي على أحد.

وبعد أن عرج الصغير أن من شأن هاته المعارك تعميق عزل العدالة والتنمية والإمعان في إسقاطه بأساليب مشبوهة قانونيا ومنافية لأبجديات النزاهة الانتخابية، -انتخابات 08 شتنبر نموذجا- كشف أن حكومة ما سماها أكذوبة “الكفاءات” مكبلة بثلاث أزمات، تتثمل في افتقادها للمشروعية بعد أن أتت من خلال انتخابات مشبوهة وبدون سند شعبي، فضلا عن كونها حكومة تضارب المصالح لدى رئاسة الحكومة وعدد من أعضاء حكومته، وأخرى ذات الصلة بتدبير ملفات حساسة تهم ملف التعليم واشكالية الجفاف ودعم الفلاح الصغير، وانعاش الاقتصاد الوطني ودعم الاستثمار، والتشغيل وورش الحماية الاجتماعية.

وكشف الصغير أن حكومة “الكفاءات” قامت بالركوب على منجزات حكومتي العدالة والتنمية سيما مشروع الحماية الاجتماعية الذي يستهدف أزيد من 13 مليون مواطن مغربي، مبرزا الاختلالات الكبيرة التي شابت عملية تنزيله والتي أزاغته عن أهدافه ومقاصده.

حزبيا، قال الصغير أنه يتعين علينا أن نبقى كما كنا حزبا مناضلا مستقلا، يمتلك ممكنات انبعاثه بيده، فالعدالة والتنمية هو حزب الشعب قريب من الشعب ومدافع عن قضاياه ومعبر عن أماله وآلامه.

من جانبه، قال عبد الله النجامي، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة كلميم وادنون إن العنوان الأبرز على مستوى غالبية المجالس الترابية المنبثقة عن حكومة “الكفاءات” هو الرداءة بما تحمل الكلمة من معان بنخب مهترئة تلهث وراء مصالحهم الشخصية، معتبرا أن أن طبخة 8 شتنبر بدأت تنكشف سوءاتها، ,أفضل ما قدمته من “نخب” تتابع أمام القضاء في قضايا تتعلق بشبهات الفساد.

وقال النجامي انتدبنا أنفسنا لهذا المشروع بقناعة ونضالية، فالذين يسعون وراء المكاسب المادية قد تساقطوا تباعا، أما نحن جئنا للنضال المستمر لمحاربة الفساد والريع، وكلها مساوئ لازال قائمة وتتمدد بعد انتخابات 08 شتنبر 2021 غير المفهومة وغير الواقعية، والتي لا تعكس حقيقة مكانة الحزب وريادته في المشهد السياسي ببلادنا.

فالمتابع المنصف رغم السقوط المدوي بعد انتخابات 08 شتنبر يتابع النجامي، يقر بأن أكثر الأحزاب تأثيرا في النقاش السياسي هو حزب العدالة والتنمية والدليل هو أنه يقض مضجع حكومة 8 شتنبر بكونها في كل مرة تحاول التواري وراء إخفاقات حكومة تضارب المصالح بنسبها منجزات حكومتي “المصباح” إليها.

ولهذا يستدرك النجامي “لا يجب أن يتسرب لنا اليأس ومسار الإصلاح فيه صعود وهبوط، على قدر همة وجنود الإصلاح وعلى قدر ما يواجهونه من تحديات، فلا خيار لنا إلا الاستمرار في النضال في ظل الاستقرار بكل إخلاص وتفان من أجل بناء مسار جديد إن على المستوى الوطني أو الجهوي.

وعلاقة بالشأن المحلي بجهة كلميم وادنون، قال القيادي الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة كلميم وادنون إن المجالس الترابية على صعيد الجهة لا تختلف عن باقي المجالس الترابية التي خلفتها انتخابات 08 شتنبر، عنوانها البارز التعثر وعدم الانسجام، فهي مجالس متعثرة مستخفة بقضايا المواطنين بأغلبيات منشقة منقسمة غير متجانسة، تفتقد للبوصلة التي توجه عملها الترابي.

وتساءل النجامي عن الأولويات التنموية لمجلس جهة كلميم وادنون بأقاليم الجهة، فمكتب مجلس الجهة يستقبل المستثمرين في مجالات الطاقات المتجددة لكن يحق لنا التساؤل عن عائدها خصوصا في ملف التشغيل.

وفي موضوع ذي صلة بتنزيل الجهوية المتقدمة، أفاد النجامي أن من أعطابه، إخضاع الاتفاقيات للتأشير من طرف وزارة الداخلية ببطء شديد، فمحطة تحلية المياه بكلميم على سبيل المثال لا الحصر، والتي كان من المقرر فتحها سنة 2023 فهي إلى حدود اللحظة لم تبدأ فيها الأشغال.

وعلاقة بانعقاد المجلس الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة كلميم وادنون أكد النجامي أنه يشكل فضاء للنقاش العمومي حول مختلف القضايا التي تستأثر باهتمام عموم مناضلات ومناضلي “مصباح” جهة كلميم وادنون، والعمل على إنجاج الاستحقاقات المقبلة سيما فعاليات المؤتمر الوطني المقبل، مشيدا بأداء الهيئات المجالية للحزب بالجهة، وعموم مناضلي الحزب على قربهم المتواصل من المواطنين، والعمل على بلورة الحلول لانتظاراتهم بكل تجرد ومسؤولية والتزام ونظافة اليد.

من جهتها، قالت الباتول أبلاضي، عضو المجموعة النبيابية لحزب العدالة والتنمية، إن أداء “المجموعة قوي ومنتج، ومليء بالمبادرات التشريعية والرقابية والتواصلية، يقابله صراع قوي وتنازع بين مكونات أحزاب الأغلبية.

واستعرضت أبلاضي في كلمة لها في افتتاح المجلس لـ”مصباح” كلميم وادنون، مجمل المبادرات مجموعة “المصباح” بمجلس النواب، سيما ما يتعلق بقضايا الأمة وفي طليعتها قضية وحدتنا الترابية، وقضية فلسطين.

وكشفت أبلاضي، بأن المجموعة طالبت بإلغاء لجنة الصداقة مع الكيان الصهيوين، كما طالبت تخصيص جلسة خاصة لمناقشة هذه القضية وإبراز موقف الحزب بوقف التطبيع وخلق مبادرات للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

في شأن النقاش الدائر حول مشروع مدونة الأسرة، سجلت المتحدثة ذاتها أن هناك إجماعا على عدم المس بالمرجعية الإسلامية في أي تعديل مرتقب لمدونة الأسرة رغم التغول الحكومي الذي يفرض عليهم سقف معين في مسألة التعبير.

وعلاقة بمحاربة الفساد والإثراء غير المشروع، قالت أبلاضي إن ما أفلحت فيه حكومة تضارب المصالح هو سحب القوانين وتيسير الطريق أمام الفساد، وتكريس الإثراء غير المشروع.

وقالت أبلاضي “نحن دعاة مشروع إصلاحي ولسنا دعاة المغانم المادية”، مشيرة إلى أن حكومة “تضارب المصالح” لم تكتف بإفقار الفقراء إنما سحق الطبقة الوسطى.

إلى ذلك، قالت أبلاضي إن الأطراف الأخرى سيما تلك التي تمثل الأغلبية الحكومية تجد صعوبة كبيرة في مواكبة ومناقشة تقارير المؤسسات الرسمية في اللجان حيث يقتصر الحضور فقط على نواب العدالة والتنمية، يقابله غياب تام لباقي أعضاء المجلس ما يفقد المصداقية في نخب 8 شتنبر، ويضع سؤال المشاركة السياسية تحت المجهر.

يشار إلى أن المجلس الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة كلميم وادنون قد صادق بالإجماع على تقرير الأداء السياسي والمالي للكتابة الجهوية للحزب برسم سنة 2023، وأجاز مشروع البرنامج السنوي للكتابة الجهوية ومشروعها المالي، وتميز بمناقشة عامة لمجمل القضايا والملفات التي تستأثر باهتمام مناضلات ومناضلي حزب “المصباح” بجهة كلميم وادون، واتخذت المواقف والقرارات المناسبة بشأنها.

التعليقات مغلقة.